٢ - {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ} من باب تسمية الشيء باسم سببه أي إِلى موجبات المغفرة.
٣ - {السَّرَّآءِ والضرآء} فيه الطباق وهو من المحسنات البديعية.
٤ - {وَمَن يَغْفِرُ الذنوب إِلاَّ الله} استفهام يقصد منه النفي أي لا يغفر.
٥ - {أولئك جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ} الإِشارة بالبعيد للإِشعار ببعد منزلتهم وعلو طبقتهم في الفضل.
٦ - {وَنِعْمَ أَجْرُ العاملين} المخصوص بالمدح محذوف أي ونعم أجر العاملين ذلك.
٧ - {وَلِيَعْلَمَ الله} هو من باب الالتفات لأنه جاء بعد لفظ {نُدَاوِلُهَا} فهو التفات من الحاضر إلى الغيبة، والسرُّ في هذا الالتفات تعظيم شأن الجهاد في سبيل الله.
٨ - {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ} قصر موصوف على صفة.
٩ - {انقلبتم على أَعْقَابِكُمْ} قال في تلخيص البيان: هذه استعارة والمراد بها الرجوع عن دينه، فشبّه سبحانه الرجوع في الإِرتياب بالرجوع على الأعقاب.
الفوَائِد: الأولى: في هذه الآيات الكريمة {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ} أمهات مكارم الأخلاق من البذل وكظم الغيظ والعفو عن المسيئين والتوبة من الذنوب، وكلٌ منها مصدر لفضائل لا تدخل تحت الحصر.
الثانية: قدم المغفرة على الجنة لأن التخلية مقدمة على التحلية فلا يستحق دخول الجنة من لم يتطهر من الذنوب والآثام.
الثالثة: تخصيص العرض بالذكر للمبالغة في وصف الجنة بالسعة والبسطة فإِذا كان هذا عرضها فكيف يكون طولها؟ قال ابن عباس: كسبع سماوات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض.
الرابعة: كتب هرقل إِلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إِنك دعوتني إِلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ فقال عليه السلام: «سبحان الله أين الليل إِذا جاء النهار» .
الخامسة: أمر تعالى بالمسارعة إِلى عمل الآخرة في آيات عديدة {وسارعوا إلى مَغْفِرَةٍ} و {سابقوا إلى مَغْفِرَةٍ} [الحديد: ٢١] {فاستبقوا الخيرات} [البقرة: ١٤٨] {فاسعوا إلى ذِكْرِ الله} [الجمعة: ٩] {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون} [المطففين: ٢٦] وأما لعمل الدنيا فأمر بالهوينى {فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا} [الملك: ١٥] {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرض} [الزمر: ٢٠] فتدبر السرّ الدقيق.