٢ - {سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} فيه مجاز يسمى المجاز العقلي أي ستكتب ملائكتنا ولما كان الله لا يكتب وإِنما يأمر بالكتابة أسند الفعل إِليه مجازاً.
٣ - {ذلك بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} فيه مجاز مرسل من إِطلاق اسم الجزء وإِرادة الكل وذكر الأيدي لأن أكثر الأعمال نُزوال بهن.
٤ - {تَأْكُلُهُ النار} إِسناد الأكل إِلى النار بطريق الاستعارة إِذ حقيقة الأكل إِنما تكون في الإِنسان والحيوان وكذلك توجد استعارة في قوله {ذَآئِقَةُ الموت} لأن حقيقة الذوق ما يكون بحاسّة اللسان.
٥ - {مَتَاعُ الغرور} قال الزمخشري: «شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلّس به على المستام ويُغر حتى يشتريه والشيطان هو المدلِّس الغرور» فهو من باب الاستعارة.
٦ - {فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ واشتروا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً} كذلك توجد استعارة في النبذ والاشتراء شبّه عدم التمسك والعمل به بالشيء الملقى خلف ظهر الإِنسان وباشتراء ثمن قليل ما تعوضوه من الحطام على كتم آيات الله.
٧ - وفي الآيات الكريمة من المحسنات البديعية الطباق في {فَقِيرٌ أَغْنِيَآءُ} والمقابلة {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النار وَأُدْخِلَ الجنة} وفي {لَتُبَيِّنُنَّهُ ... وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} والجناس المغاير في {قَوْلَ الذين قالوا} وفي {كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ} .
فَائِدَة: صيغة فعّال في الآية {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}[فصلت: ٤٦] ليست للمبالغة وإِنما هي للنسب مثل عطّار ونجّار وتمّار كلها ليست للمبالغة وإِنما هي للنسب قال ابن مالك.
ومع فاعل وفعَّال فُعل ... في نسبٍ أغنى من الياء قُبل
تنبيه: إِنما وصف تعالى عيش الدنيا ونعيمها بأنه متاع الغرور، لما تمنّيه لذاتها وشهواتها من طول البقاء وأمل الدوام فتخدعه ثم تصرعه، ولهذا قال بعض السلف: الدنيا متاعٌ متروك يوشك أن يضمحلّ ويزول، فخذوا من هذا المتاع واعملوا فيه بطاعة الله ما استطعتم والله المستعان.