للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينفخ إِسرافيل في الصور النفخة الثانية وهي نخفة الإِحياء {عَالِمُ الغيب والشهادة} أي يعلم ما خفي وما ظهر وما يغيب عن الحواس والأبصار وما تشاهدونه بالليل والنهار {وَهُوَ الحكيم الخبير} أي الحكيم في أفعاله الخبير بشئون عباده.

البَلاَغَة: ١ - {مَفَاتِحُ الغيب} استعار المفاتح للأمور الغيبية كأنها مخازن خزنت فيها المغيبات قال الزمخشري: مفاتح على طريق الاستعارة لأن المفاتح يتوصل بها إِلى ما في المخازن المغلقة بالأقفال، فهو سبحانه العالم بالمغيّبات وحده.

٢ - {وَهُوَ الذي يَتَوَفَّاكُم بالليل} استعير التوفي من الموت للنوم لما بينهما من المشاركة في زوال الإِحساس والتمييز.

٣ - {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذكرى مَعَ القوم الظالمين} وضع الظاهر موضع المضير «معهم» للتسجيل عليهم بشناعة ما ارتكبوا حيث وضعوا التكذيب والاستهزاء مكان التصديق والتعظيم.

٤ - {وَنُرَدُّ على أَعْقَابِنَا} عبّر بالرد على الأعقاب عن الشرك لزيادة تقبيح الأمر وتشنيعه.

٥ - {تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ} بينهما جناس الاشتقاق.

٦ - من المحسنات البديعية الطباق في كلٍ من {رَطْبٍ ويَابِسٍ} و {الليل وَالنهار} و {فَوْقَ وَتَحْتِ} و {يَنفَعُنَا وََيَضُرُّنَا} و {الغيب والشهادة} والسجع في {شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ} والله أعلم.

تنبيه: قال الحاكم: دلّ قوله تعالى {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغيب} على بطلان قول الإِمامية: إن الإِمام يعلم شيئاص من الغيب، انتهى أقول: هذا كذب وبهتان لأن الغيب لا يعلمه إِلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>