للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستند لدليل أو برهان، بل مجرد أوهام باطلة، وخرافات فاسدة {إِنَّ الظن لاَ يُغْنِي مِنَ الحق شَيْئاً} أي ومثل هذا الاعتقاد المبني على الأوهام والخيالات، ظنٌ كاذب لا يغني من اليقين شيئاً، فليس الظنُّ كاليقين {إِنَّ الله عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} أي عالمٌ بما هم عليه من الكفر والتكذيب، وهو وعيدٌ على اتباعهم للظنّ، وإعراضهم عن البرهان، ثم بيَّن تعالى صدق النبوة والوحي فقال {وَمَا كَانَ هذا القرآن أَن يفترى مِن دُونِ الله} أي لا يصح ولا يعقل، ولا يستقيم لذي عقل سليم، أن يزعم أن هذا القرآن مفترى مكذوب على الله، لأنه فوق طاقة البشر {ولكن تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي ولكنّه جاء مصدقاً لما قبله من الكتب السماوية كالتوراة والإِنجيل {وَتَفْصِيلَ الكتاب} أي وفيه تفصيلُ وتبيينُ الشرائع والعقائد والأحكام {لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ العالمين} أي لا شك في أنه تنزيل ربّ العالمين {أَمْ يَقُولُونَ افتراه} أي بل أيقولون اختلق محمد هذا القرآن من قبل نفسه؟ وهو استفهام معناه التقريع {قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ} أي إِن كان كما زعمتم فجيئوا بسورةٍ مثل هذا القرآن، وهو تعجيزٌ لهم وإقامة حجة عليهم {وادعوا مَنِ استطعتم مِّن دُونِ الله} أي ادعوا من دونه تعالى من استطعتم من خلقه، من الإِنس والجن للاستعانة بهم {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أي إن كنتم صادقين في أن محمداً افتراه قال الطبري: والمراد أنك إن لم تفعلوا فلا شك أنكم كذبة، لأن محمداً لن يَعْدو أن يكون بشراً مثلكم، فإذا عجز الجميعُ من الخلق أن يأتوا بسورةٍ مثلِه، فالواحد منهم أن يأتي بجميعه أعجز، قال تعالى {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} أي بل كذب هؤلاء المشركون بالقرآن العظيم، وساروا إلى الطعن به قبل أن يفقهوه ويتدبروا ما فيه، والناس دائماً أعداء لما جهلوا {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} أي والحال لم يأتهم بعد عاقبة ما فيه من الوعيد {كَذَلِكَ كَذَّبَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي مثل تكذيب هؤلاء كذبت الأمم الخالية قبلهم {فانظر كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظالمين} أي فانظر يا محمد كيف أخذهم الله بالعذاب والهلاك بسبب ظلمهم وبغيهم، فكما فعل بأولئك يفعل بهؤلاء الظالمين الطاغين.

البَلاَغَة: ١ - {أَسْرَعُ مَكْراً} تسمية عقوبة اله مكراً من باب «المشاكلة» .

٢ - {وَجَرَيْنَ بِهِم} فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة وحكمته زيادة التقبيح والتشنيع على الكفار لعدم شكرهم النعمة.

٣ - {أَخَذَتِ الأرض زُخْرُفَهَا} هذا من بديع الاستعارة شبّه الأرض حينما تتزين بالنبات والأزهار بالعروس التي تتزين بالحليّ والثياب واستعير لتلك البهجة والنضارة لفظ الزخرف.

٤ - {أَتَاهَآ أَمْرُنَا} الأمر هاهنا كناية عن العذاب والدمار.

٥ - {أَحْسَنُواْ الحسنى} بينهما جناس الإِشتقاق.

٦ - {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الليل} فيه تشبيه مرسلٌ مجمل.

٧ - {يَبْدَأُ ... ثُمَّ يُعِيدُهُ} بينهما طباقٌ.

٨ - {فأنى تُؤْفَكُونَ} الاستفهام للتوبيخ، ومثله {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>