للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على لوط وما حلَّ بقومه من النكال والدمار، وهي القصة الخامسة، ثم ذكرت قصة شعيب مع أهل مدين، وقصة موسى مع فرعون، وفي جميع هذه القصص عبرٌ وعظات.

اللغَة: {الروع} الخوف والفزع {مُّنِيبٌ} الإِنابة: الرجوع والتوبة {عَصِيبٌ} شديد في الشر قال الشاعر:

وإِنك إلاّ تُرض بكرَ بن وائلٍ ... يكنْ لك يومٌ بالعراق عصيب

{يُهْرَعُونَ} يسرعون قال الفراء: الإِهراع الإِسراع مع رِعدة يقال أُهرع الرجل إهراعاً أي أسرع في رعدة من برد أو غضب {تُخْزُونِ} أخزاه: أهانه وأذله قال حسان:

فأخزاكَ ربي يا عُتَيْبَ بن مالكٍ ... ولقَّاك قبل الموتِ إِحدى الصَّواعق

{سِجِّيلٍ} السّجيل والسّجين: الشديد من الحجر قاله أبو عبيدة، وقال الفراء: طينٌ طبخ حتى صار كالآجر {مَّنْضُودٍ} متتابع بعضه فوق بعض في النزول {مُّسَوَّمَةً} معلَّمة من السِما وهي العلامة {شقاقي} الشقاق: العداوة قال الشاعر:

ألاَ من مبلغٌ عني رسولاً ... فكيف وجدتم طعم الشقاق

{رَهْطُكَ} رهط الرجل: عشيرته التي يتقوى بهم {الورد} المدخل {الرفد} العطاء والإِعانة.

التفِسير: {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الروع} أي فلما ذهب عن إبراهيم الخوفُ الذي أوجسه في نفسه، واطمأن قلبُه لضيوفه حين علم أنهم ملائكة {وَجَآءَتْهُ البشرى} أي جاءته البشارة بالولد {يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ} أي أخذ يجادل ملائكتنا في شأن إهلاك قوم لوط، وغرضُه تأخير العذاب عنهم لعلهم يؤمنون قال المفسرون: لما قالت الملائكة: {إِنَّا مهلكوا أَهْلِ هذه القرية} [العنكبوت: ٣١] قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم؟ قالوا: لا، قال: فأربعون؟ قالوا: لا فقال لهم {إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امرأته كَانَتْ مِنَ الغابرين} [العنكبوت: ٣٢] {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ} أي غير عجولٍ في الانتقام من المسيء إِليه {أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} أي كثير التأوه والتأسف على الناس لرقة قلبه، منيب رجّاعٌ إِلى طاعة الله {ياإبراهيم أَعْرِضْ عَنْ هاذآ} أي قالت الملائكة: يا إِبراهيم دع عنك الجدال في قوم لوط فقد نفذ القضاء بعذابهم {إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبَّكَ} أي جاء أمر الله بإِهلاكهم {وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ} أي نازلٌ بهم عذابٌ غير مصروفٍ عنهم ولا مدفوع {وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سياء بِهِمْ} أي ولما جاءت الملائكة لوطاً أصابه سوء وضجر، لأنه ظهر أنهم من البشر فخاف عليهم من قومه {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً} أي ضاق صدره بمجيئهم خشيةً عليهم من قومه الأشرار {وَقَالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ} أي شديد في الشر {وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} أي جاء قومه يسرعون إِليه لطلب الفاحشة بالضيوف كأنهم يدفعون إِلى ذلك دفعاً {وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السيئات} أي ومن قبل ذلك الحين كانت عادتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>