{وَللَّهِ المشرق والمغرب} أي لله مكان شروق الشمس ومكان غروبها والمراد جميع الأرض {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ الله} أي إلى أي جهة توجهتم بأمره فهناك قبلته التي رضيها لكم، وقد نزلت الآية فيمن أضاع جهة القبلة {إِنَّ الله وَاسِعٌ عَلِيمٌ} أي يسع الخلق بالجود والإِفضال، عليم بتدبير شئونهم، لا تخفى عليه خافية من أحوالهم.
٢ - {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ} الأمر هنا للتبكيت والتقريع.
٣ - {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للَّهِ} خص الوجه بالذكر لأنه أشرف الأعضاء والوجه هاهنا (استعارة) أي من أقبل على عبادة الله وجعل توجهه إِليه بجملته.
٤ - {عِندَ رَبِّهِ} العندية للتشريف ووضع اسم الرب مضافاً إِلى ضمير من أسلم موضع ضمير الجلالة لإِظهار مزيد اللطف به.
٥ - {لاَ يَعْلَمُونَ} فيه توبيخ عظيم لأهل الكتاب لأنهم نظموا أنفسهم - مع علمهم - في سلك من لا يعلم أصلاً.
٦ - {وَمَنْ أَظْلَمُ} الاستفهام بمعنى النفي أي لا أحد أظلم منه.
٧ - {فِي الدنيا خِزْيٌ} التنكير للتهويل أي خزي هائل فظيع لا يكاد يوصف لهوله.
٨ - {عَلِيمٌ} صيغة فعيل للمبالغة. أي واسع العلم.
فَائِدَة: قال الإِمام الفخر: إِسلام الوجه لله يعني إِسلام النفس لطاعة الله وقد يكنى بالوجه عن النفس كما قال تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨] وقال زيد بن نفيل.
وأسلمتُ وجهي لمن أسلمتْ له الأرضُ تحمل صخراً ثقالاً ... وأسلمتُ وجهي لمن أسلمتْ