للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحب، والحبّ من النبات، والحيوان من النطفة، والنطفة من الحيوان {وَيُحْي الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} أي ويحيي الأرض بالنبات بعد يبسها وجدبها {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أي كما يخرج الله النبات من الأرض كذلك يخرجكم من قبوركم للبعث يوم القيامة، قال القرطبي: بيَّن تعالى كمال قدرته، فكما يحيي الأرض بإِخراج النبات بعد همودها كذلك يحييكم بالبعث.

البَلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:

١ - الطباق بين {غُلِبَتِ. . يَغْلِبُونَ} وبين {قَبْلُ. . وبَعْدُ} .

٢ - طباق السلب {لاَ يَعْلَمُونَ. . يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الحياة الدنيا} .

٣ - صيغة المبالغة {وَهُوَ العزيز الرحيم} أي المبالغ في العز، والمبالغ في الرحمة.

٤ - تكرير الضمير لإِفادة الحصر {وَهُمْ عَنِ الآخرة هُمْ غَافِلُونَ} ووردوها اسمية للدلالة على استمرار غفلتهم ودوامها.

٥ - الإِنكار والتوبيخ {أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ} الآية.

٦ - جناس الاشتقاق {أَسَاءُواْ السواءى} .

٧ - الطباق بين {يَبْدَأُ. . ويُعِيدُهُ} وبين {تُمْسُونَ.

. وتُصْبِحُونَ} .

٨ - المقابلة بين حال السعداء والأشقياء {فَأَمَّا الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ الآخرة فأولئك فِي العذاب مُحْضَرُونَ} .

٩ - الاستعارة اللطيفة {يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت} استعار الحيَّ للمؤمن، والميت للكافر، وهي استعارة في غاية الحسن الإِبداع والجمال.

١٠ - مراعاة الفواصل في الحرف الأخير لما له من أجمل الوقع على السمع مثل {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} {فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} {فِي العذاب مُحْضَرُونَ} .

لطيفَة: قال الزمخشري: دلَّ قوله تعالى {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الحياة الدنيا} على أن للدنيا ظاهراً وباطناً، فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها، والتنعم بملاذها، وباطنها وحقيقتها أنها معبرٌ للآخرة، يتزود منها إِليها بالطاعة والأعمال الصالحة. ولقد أحسن من قال:

أبنيَّ إِن من الرجال بهيمةً ... في صورة الرجل السميع المبصر

فطِنٌ بكل مصيبةٍ في ماله ... فإِذا أُصيب بدينة لم يشعر

<<  <  ج: ص:  >  >>