للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرض على الكتاب والسنة كما رُوي عن الشافعي أنه قال: إذا رأيتم الرجل يسير على الماء، ويطير في الهواء، فلا تصدقوه حتى تعرضوا حاله على الكتاب والسنة. أو كما قال رحمه الله (١). وأهل السنة يؤمنون ويعتقدون اعتقاداً جازماً بكرامات الأولياء، وما جرى على أيديهم من الخوارق للعادات في العلوم، والمكاشفات، وأنواع القدرة، والتأثير، ومن ذلك قصة أصحاب الكهف، والنوم الطويل الذي أوقعه الله بهم. ومن ذلك ما أكرم الله به مريم بنت عمران من إيصال الرزق إليها وهي في المحراب.

ومن ذلك قول عمر بن الخطاب وهو على المنبر: ((يا سارية الجبل))، ورؤيته لجيش سارية وهو بنهاوند، وسمع سارية مع بُعد المسافة (٢)، وغير ذلك لا يحصى ولا يُعَدُّ. وقد رأيت كثيراً من ذلك في كتاب الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية المسمَّى: ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)).

المبحث الرابع عشر: طريقة أهل السنة الاتّباع

أهل السنة يتبعون أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأفعاله، وتقريراته، وهذا هو المقصود باتباع آثاره، أما اتباع آثاره الحسِّيّة التي ليست من الدين


(١) أورده ابن حجر الهيتمي في فتاويه، ٤/ ٢٤٠، وقال: ((ذكره أبو نعيم))، وأورده الشيخ صالح الشامي في كتاب مواعظ الإمام الشافعي، ص ١٩.
(٢) رواه عبد الرزاق، ٢/ ١٣٨، برقم ٢٨٠٦، والبيهقي في دلائل النبوة، برقم ٢٦٥٥، وابن عساكر في تاريخ دمشق، ٢٠/ ٢٤، وحسن إسناد القصة الحافظ ابن حجر في الإصابة، ٢/ ٣، وقال عنها الألباني في السلسلة الصحيحة، ٣/ ١٠١: ((صحيح)).

<<  <  ج: ص:  >  >>