للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع المحابّ، وتُسلِّيهم عن الأحباب، وتُهوِّن عليهم المصائب، وتلذّذ لهم مشقّة الطاعات، وتثمر لهم ما يشاءون من أصناف الكرامات التي أعلاها محبة الله والفوز برضاه والأنس بقربه.

فمحبة العبد لربه محفوفة بمحبتين من ربه: فمحبة قبلها صار بها محباً لربه، ومحبة بعدها شكراً من الله على محبة صار بها من أصفيائه المخلصين.

وأعظم سبب يكتسب به العبد محبّة ربه التي هي أعظم المطالب، الإكثار من ذكره والثناء عليه، وكثرة الإنابة إليه، وقوة التوكّل عليه، والتقرب إليه بالفرائض والنوافل، وتحقيق الإخلاص له في الأقوال والأفعال، ومتابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - ظاهراً وباطناً (١) كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله} (٢).

٣٦ - الشَّاكرُ، ٣٧ - الشَّكورُ

قال الله تعالى: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ الله شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (٣)، وقال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا الله قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله شَكُورٌ حَلِيمٌ} (٤)، {وَكَانَ الله شَاكِرًا عَلِيمًا} (٥).

من أسمائه تعالى: ((الشاكرُ الشَّكور)) الذي لا يضيع سعي العاملين


(١) الحق الواضح المبين، ص٦٩ - ٧٠، وشرح النونية للهراس، ٢/ ٩٦، وتوضيح المقاصد،
٢/ ٢٣٠.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ٣١.
(٣) سورة البقرة، الآية: ١٥٨.
(٤) سورة التغابن، الآية: ١٧.
(٥) سورة النساء، الآية: ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>