للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طائرٌ يَعْلُقُ في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه)) (١).

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عندما سُئل عن قوله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (٢) قال: أمَا إنَّا قد سألنا عن ذلك فقال: ((أرواحهم في جوف طيرٍ خُضْرٍ، لها قناديل معلقةٌ بالعرش تسرحُ من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربُّهم اطلاعةً فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أيَّ شيءٍ نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، فعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يُتركوا من أن يُسألوا، قالوا: يا ربِّ نريدُ أن تردّ أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيلك مرة أخرى ... )) الحديث (٣).

المبحث السادس: السَّوْقُ إلى الجنة وإلى النار

أولاً: سَوْقُ المؤمنين إلى الجنة:

قال الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لله الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ


(١) أخرجه النسائي في كتاب الجنائز، باب أرواح المؤمنين، برقم ٢٠٧١، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، برقم ٤٢٧١، وأحمد، ٣/ ٤٥٥، وصححه الألباني في صحيح النسائي، ٢/ ٤٤٥، وصحيح ابن ماجه، ٢/ ٤٢٣، والأحاديث الصحيحة، ٢/ ٧٣٠ برقم ٩٩٥، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره، ٤/ ٣٠٢ بعد أن ذكر إسناد الإمام أحمد لهذا الحديث: ((وهذا إسناد عظيم ومتن قويم)).
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٦٩.
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، برقم ١٨٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>