للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن تيمية رحمه الله: ((وليس للقلوب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله تعالى، والتقرّب إليه بما يحبّه، ولا تتمّ محبّة الله إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذا حقيقة لا إله إلا الله)) (١).

[المبحث الثاني: ظلمات الشرك]

[المطلب الأول: مفهوم الشرك]

الشِّرْكُ، والشِّرْكَةُ بمعنىً، وقد اشتركا، وتشاركا، وشارك أحدهما الآخر، وأشرك بالله: كفر، فهو مشركٌ ومشركي، والاسم الشرك فيهما، ورغبنا في شرككم: مشاركتكم في النسب (٢)، وأشرك بالله: جعل له شريكًا في ملكه، أو عبادته، فالشرك: هو أن تجعل لله ندًا وهو خلقك، وهو أكبر الكبائر، وهو الماحق للأعمال، والمبطل لها، والحارم المانع من ثوابها، فكل من عدل بالله غيره: بالحب، أو التعظيم، أو اتبع خطواته، ومبادئه المخالفة لملة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - فهو مشرك (٣).

والشرك هو: مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله تعالى، كما في قوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِين} (٤).

والشرك شركان: شرك أكبر يخرج من المِلَّة، وشرك أصغر لا يخرج


(١) مجموع الفتاوى، ٢٨/ ٣٢.
(٢) انظر: القاموس المحيط، باب الكاف، فصل الشين، ص١٢٤٠.
(٣) الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة، لعبد الرحمن الدوسري، ص٤١.
(٤) سورة الشعراء، الآيتان: ٩٧ - ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>