للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام)) (١).

٤ - وقال الإمام مالك رحمه الله: ((من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة؛ لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (٢)، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً)) (٣).

٥ - وقال الإمام أحمد رحمه الله: ((أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والاقتداء وترك البدع، وكل بدعة ضلالة، وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين)) (٤).

خامساً: البدع مذمومة من وجوه:

١ - قد عُلم بالتجارب أن العقول غير مستقلة بمصالحها دون الوحي، والابتداعُ مضادّ لهذا العمل.

٢ - الشريعة جاءت كاملة، لا تحمل الزيادة ولا النقصان.

٣ - المبتدع معاند للشرع ومشاقّ له.

٤ - المبتدع متّبع لهواه؛ لأن العقل إذا لم يكن متَّبِعاً للشرع لم يبق له إلا اتّباع الهوى.

٥ - المبتدع قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الشارع وضع


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية، ٩/ ١١٦.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٣.
(٣) الاعتصام، للإمام الشاطبي، ١/ ٦٥.
(٤) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي، ١/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>