للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقدرهم على ما لم يكونوا عليه قادرين.

وكما أن علمه محيط بجميع العالم العلوي والسفلي، وما فيه من المخلوقات: ذواتها، وأوصافها، وأفعالها، وجميع أمورها، فهو يعلم ما كان وما يكون في المستقبلات التي لا نهاية لها، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، ويعلم أحوال المكلفين منذ أنشأهم وبعد ما يُميتهم وبعد ما يُحييهم، قد أحاط علمه بأعمالهم كلها: خيرها وشرها، وجزاء تلك الأعمال وتفاصيل ذلك في دار القرار (١).

والخلاصة أن لله تعالى هو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والإسرار والإعلان، وبالواجبات، والمستحيلات، والممكنات، وبالعالم العلوي، والسفلي، وبالماضي، والحاضر، والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء (٢).

١٥ - الحميدُ

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (٣).

وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى أن الله حميد من وجهين:

أحدهما: أنّ جميع المخلوقات ناطقة بحمده، فكل حمد وقع من أهل


(١) الحق الواضح المبين، ص٣٧ - ٣٨، وشرح القصيدة النونية للهراس، ٢/ ٧٣، وتفسير السعدي، ٥/ ٦٢١.
(٢) تفسير العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله، ٥/ ٦٢١.
(٣) سورة فاطر، الآية: ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>