للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك ثلاث مرات، فلم يُخالط عثمانَ الشيطانُ بعد ذلك (١).

جـ - تصرّفه في البهائم:

وقد حصل له مراراً، ومن ذلك أنه جاء بعير فسجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أصحابه: يا رسول الله! تسجد لك البهائم، والشّجر، فنحن أحقّ أن نسجد لك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((اعبُدُوا ربَّكمُ، وأكرِمُوا أخَاكُم، ولو كنتُ آمراً أحداً أن يَسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لِزَوجِها .. )) (٢).

[النوع الرابع: تأثيره في الأشجار والثمار والخشب]

[أ - تأثيره في الأشجار:]

١ - جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر. فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، فقال الأعرابي: ومن يشهد لك على ما تقول؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هذه السَّلَمَة)) (٣)، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدّ (٤) الأرض خَدّاً حتى قامَتْ بين يديه، فأشهدها ثلاثاً، فشهدت ثلاثاً أنه كما قال، ثم رجعَتْ إلى مَنْبَتِهَا (٥).


(١) أخرجه ابن ماجه، كتاب الطب، باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه، بسند حسن، برقم ٣٥٤٨، وانظر: صحيح ابن ماجه، للألباني، ٢/ ٢٧٣.
(٢) أخرجه أحمد، ٦/ ٧٦، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ٩/ ٩: ((إسناده جيد))، وانظر معجزات من هذا النوع: مسند الإمام أحمد، ٤/ ١٧٠ - ١٧٢، ومجمع الزوائد للهيثمي، ٩/ ٣ - ١٢.
(٣) السلمة: شجرة من شجر البادية، انظر: المصباح المنير، مادة ((سلم))، ١/ ٢٨٦، ومختار الصّحاح، مادة ((سلم))، ص١٣١.
(٤) تخدّ الأرض: أي تشقها أخدوداً. وانظر: المصباح المنير، مادة (خدّ)، ١/ ١٦٥، ومختار الصّحاح، مادة (خدّ)، ص٧٢.
(٥) أخرجه الدارمي، في المقدمة، باب ما أكرم الله نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن، برقم ١٦، وإسناده صحيح، وانظر: مشكاة المصابيح، برقم ٥٩٢٥، ٣/ ١٦٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>