للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كمواضع بوله، ونومه، ومشيه، فلا يجوز تتبّع ذلك؛ لأنّ ذلك وسيلة إلى الشرك. ومن طريقة أهل السنة اتّباع أقوال الصحابة عند خفاء سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، أما إذا وُجدَ النص من الكتاب أو من السنة، فإنه يجب تقديمه على رأي كل أحد من الناس، قال الله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (١).

وأهل السنة يتبعون وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسنته وسنة الخلفاء الراشدين، ويعضُّون عليها بالنَّواجذ ويتمسَّكون بها امتثالاً لأمره - صلى الله عليه وسلم - (٢)، وهم يُقدِّمون كلام الله ثم يُقدِّمون هَدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ولهذا سُمُّوا بأهل السنة والجماعة.

المبحث الخامس عشر: أصول أهل السنة التي يَزِنُونَ بها جميع ما عليه الناس

أهل السنة يعتمدون على ثلاثة أصول يزنون بها جميع ما عليه

الناس من أعمال، وأفعال ظاهرة، أو باطنة مما له تعلَّق بالدين، وهذه الأصول هي:

١ - كتاب الله - عز وجل - الذي هو خير الكلام، فمن قال به صدق، ومن


(١) سورة النساء، الآية: ٥٩.
(٢) انظر: حديث العرباض بن سارية فقد أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب في لزوم السنة، برقم ٤٦٠٧، والترمذي في كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، برقم ٢٦٧٦، وابن ماجه في المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، برقم ٤٢، ٤٣، وأحمد في المسند، ٤/ ١٢٦، والحاكم في المستدرك، ١/ ٩٦. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم ٤٣٦٩، وفي السلسلة الصحيحة، برقم ٩٣٧. وانظر: الأجوبة الأصولية، ص١٤٠، وشرح الطحاوية بتحقيق الأرنؤوط، ص٤٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>