للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخير الأعمال خواتمها.

الحادي عشر: مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى؛ فإن الجليس المخلص لا يعدمك الخير، وتجد منه قدوة لك صالحة، وأما المرائي والمشرك فيحرقك في نار جهنم إن أخذت بعمله.

الثاني عشر: الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، وقد علَّمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال: ((يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل) فقال بعض الصحابة: كيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل

يا رسول الله؟ قال: ((قولوا: اللهمّ إنا نعوذ بك أن نُشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لِمَا لا نعلمه)) (١).

الثالث عشر: حبّ العبد ذكر الله له وتقديم حبّ ذكره له على حبّ مدح الخلق {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} (٢)،وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليّ شبرًا تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إلي ذراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) (٣)، والله المستعان (٤).


(١) أخرجه أحمد، ٤/ ٤٠٣، وإسناده جيد، وغيره، وانظر: صحيح الجامع، ٣/ ٢٣٣، وصحيح الترغيب والترهيب للألباني، ١/ ١٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.
(٣) متفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: البخاري واللفظ له، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:
{وَيُحَذِّرُكُمُ الله نَفْسَهُ}، ٨/ ٢١٦، برقم ٧٤٠٥، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله، ٤/ ٢٠٦١، برقم ٢٦٧٥.
(٤) انظر ما تقدم في: منهاج القاصدين، ص٢٢١ - ٢٢٣، وكتاب الإخلاص لحسين العوايشة، ص٤١ - ٦٤، والرياء ذمه وأثره السيئ في الأمة لسليم الهلالي، ص٦١ - ٧٢، والإخلاص والشرك الأصغر للدكتور عبد العزيز بن عبد اللطيف، ص١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>