للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدها: ما يرجع إلى نفس الذات كقولك: ذات، وموجود، وشيء.

الثاني: ما يرجع إلى صفات معنوية كالعليم، والقدير، والسميع.

الثالث: ما يرجع إلى أفعاله نحو: الخالق، والرزَّاق.

الرابع: ما يرجع إلى التنزيه المحض، ولابد من تضمنه ثبوتاً؛ إذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس السلام.

الخامس: ولم يذكره أكثر الناس، وهو الاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا تختص بصفة مُعَيَّنة، بل هو دال على معناه لا على معنى مفرد، نحو: المجيد، العظيم، الصمد؛ فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا فإنه موضوع للسعة، والكثرة، والزيادة، فمنه استمجد المرخ والغفار، وأمجد الناقة علفاً. ومنه ((رب العرش المجيد)) صفة للعرش لسعته وعِظَمِهِ وشرفه (١). وتأمل كيف جاء هذا الاسم مقترناً بطلب الصلاة من الله على رسوله كما علمناه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه في مقام طلب المزيد والتعرض لسعة العطاء وكثرته ودوامه، فأتى في هذا المطلوب باسم تقتضيه كما تقول: اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، ولا يَحسن إنك أنت السميع البصير، فهو راجع إلى المتوسل إليه بأسمائه وصفاته، وهو من أقرب الوسائل وأحبها إليه. ومنه الحديث الذي في المسند والترمذي: ((ألظُّوا بياذا الجلال والإكرام)) (٢)، ومنه:


(١) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ((المجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب - عز وجل -، والجر على أنه صفة للعرش، وكلاهما معنى صحيح))، ٤/ ٤٩٧.
(٢) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ٩١، برقم ٣٥٢٥، وأحمد في المسند، ٤/ ١٧٧، والحاكم في المستدرك، ١/ ٤٩٩، وقال: ((صحيح الإسناد)). ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة، برقم ١٥٣٦، وفي صحيح الجامع، برقم ١١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>