للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعرب تُسَمِّي أشرافها بالصمد؛ لاجتماع قصد القاصدين إليه، واجتماع صفات السيادة فيه.

السادس صفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو: الغني الحميد، العفو القدير، الحميد المجيد. وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن؛ فإن الغنى صفة كمال، والحمد كذلك، واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر فله ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعهما، وكذلك العفوّ القدير، والحميد المجيد، والعزيز الحكيم، فتأمله فإنه من أشرف المعارف. وأما صفات السلب المحض فلا تدخل في أوصافه تعالى إلا أن تكون متضمنة لثبوت: كالأحد المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية، والسلام المتضمن لبراءته من كل نقص يضاد كماله، وكذلك الإخبار عنه بالسلوب هو لتضمنها ثبوتاً كقوله تعالى: {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (١)، فإنه متضمن لكمال حياته وقيّوميته، وكذلك قوله تعالى: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} (٢)، متضمن لكمال قدرته، وكذلك قوله: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ} (٣) متضمن لكمال علمه، وكذلك قوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} (٤)، متضمن لكمال صَمَدِيَّتِهِ وغناه، وكذلك قوله: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (٥)،


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٢) سورة ق، الآية: ٣٨.
(٣) سورة يونس، الآية: ٦١.
(٤) سورة الإخلاص، الآية: ٣.
(٥) سورة الإخلاص، الآية: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>