للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ... )) (١) الحديث.

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله - عز وجل - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفَعُهُ، يُرفَعُ إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابُهُ النورُ لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُهُ من خلقه)) (٢).

قال العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: من أسمائه جلّ جلاله ومن أوصافه ((النور)) الذي هو وصفه العظيم، فإنه ذو الجلال والإكرام، وذو البهاء والسبحات الذي لو كشف الحجاب عن وجهه الكريم لأحرقت سبحاته ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطباق وجميع الأكوان.

والنور نوعان:

١ - حسيٌّ كهذه العوالم التي لم يحصل لها نور إلا من نوره.

٢ - ونور معنوي يحصل في القلوب والأرواح بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من كتاب الله وسنة نبيّه. فعلم الكتاب والسُّنَّة والعمل بهما ينير القلوب والأسماع والأبصار، ويكون نوراً للعبد في الدنيا والآخرة: {يَهْدِي الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} (٣)، لما ذكر أنه نور السموات والأرض، وسمّى الله


(١) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه بالليل، برقم ٦٣١٧، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم ٧٦٩.
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله لا ينام، برقم ١٧٩.
(٣) سورة النور، آية: ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>