للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الأول: أن تكون هذه المنَّة بالفعل فيقال: منَّ فلانٌ على فلان إذا أثقله بالنعمة، وعلى ذلك قوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤمِنِينَ} (١)، وقوله تعالى: {كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (٢)، وقال - عز وجل -: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} (٣)،

{وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى} (٤)، {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (٥)، {فَمَنَّ الله عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} (٦)، {وَلَكِنَّ الله يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} (٧).

وهذا كله على الحقيقة لا يكون إلا من الله تعالى، فهو الذي منّ على عباده بهذه النعم العظيمة، فله الحمد حتى يرضى، وله الحمد بعد رضاه، وله الحمد في الأولى والآخرة.

النوع الثاني: أن يكون المنّ بالقول. وذلك مستقبح فيما بين الناس، ولقبح ذلك قيل: المنة تهدم الصنيعة، قال الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (٨)، فالمنَّة من الله عليهم بالفعل وهو هدايتهم


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٦٤.
(٢) سورة النساء، الآية: ٩٤.
(٣) سورة الصافات، الآية: ١١٤.
(٤) سورة طه، الآية: ٣٧.
(٥) سورة القصص، الآية: ٥.
(٦) سورة الطور، الآية: ٢٧.
(٧) سورة إبراهيم، الآية: ١١.
(٨) سورة الحجرات، الآية: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>