للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعاصي، والغفلة، والإعراض، إلى نور العلم، واليقين، والإيمان والطاعة، والإقبال الكامل على ربهم، وينوِّر قلوبهم بما يقذف فيها من نور الوحي والإيمان، وييسّرهم لليُسرى، ويجنّبهم العُسرى، ويجلب لهم المنافع، ويدفع عنهم المضارّ، فهو يتولّى الصالحين: {إِنَّ وَلِيِّيَ الله الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} (١) الذين صلحت نياتهم، وأقوالهم، فهم لمَّا تولَّوا ربهم بالإيمان والتقوى، ولم يتولَّوا غيره ممن لا ينفع ولا يضر، تولاّهم الله ولطف بهم، وأعانهم على ما فيه، الخير، والمصلحة في دينهم ودنياهم ودفع عنهم بإيمانهم كل مكروه (٢)،كما قال - عز وجل -: {إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (٣).

وأما الذين كفروا، فإنهم لما تولَّوا غير وليّهم، ولاّهم الله ما تولَّوا لأنفسهم، وخذلهم ووكلهم إلى رعاية من تولاهم ممن ليس عنده نفع ولا ضر، فأضلّوهم، وأشقوهم، وحرموهم هداية العلم النافع، والعمل الصالح، وحرموهم السعادة الأبدية وصارت النار مثواهم خالدين فيها مخلّدين: اللهم تولّنا فيمن تولّيت (٤).

والله - عز وجل - يحب أولياءه وينصرهم ويسدّدهم، والوليّ لله هو العالم بالله،


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٩٦.
(٢) تفسير العلامة السعدي ببعض التصرف، ١/ ٣١٨، و ٣/ ١٣٢، وانظر: تفسير ابن كثير،
١/ ٣١٢.
(٣) سورة الحج، الآية: ٣٨.
(٤) تفسير العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله، ١/ ٣١٨، وانظر: تفسير ابن كثير،
١/ ٣١٢، والأسماء والصفات للبيهقي، ١/ ١٢٣، تحقيق عماد الدين أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>