للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القواعد الفاصلة في الموضوع؟

أولاً: الفرق بين الاسم والصفة أن الاسم ما دلّ على الذات، وما قام بها من صفات، وأما الصفة فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية كالعلم والقدرة، أو فعليه كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.

ثانياً: قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه، كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به، ويُمَيزُ به عن الآخر، فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم، ولا تمثيله بهم، وإن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلي للفظ؛ لأن المعنى الكلي ذهني فقط لا وجود له في الخارج.

ومن ذلك أن الله سمّى نفسه حياً، فقال: {الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (١)،وسمّى بعض عباده حياً، فقال: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} (٢)، وليس الحي كالحي، بل لكل منهما في الخارج ما يخصه وسمّى أحد ابني إبراهيم حليماً، وابنه الآخر عليمًا عليهم الصلاة والسلام، كما سمّى نفسه عليما حليماً، ولم يلزم ذلك من التمثيل؛ لأن لكل مسمّى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان، وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير، وسمّى نفسه سميعاً وبصيراً، فقال: {إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٣)، وسمّى بعض خلقه سميعاً بصيراً، فقال: {فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (٤)،


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٥٤.
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٩٥.
(٣) سورة النساء، الآية: ٥٨.
(٤) سورة الإنسان، الآية: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>