للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَيَهْدِينِ} (١)، فاستثنى من المعبودين ربه، وذكر الله سبحانه أن هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة أن لا إله إلا الله فقال:

{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (٢)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق: ((من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله)) وهذا من أعظم ما يُبَيِّنُ معنى لا إله إلاَّ الله؛ فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يُعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه، فيا لها من مسألة ما أعظمها وأجلّها، ويا لَهُ من بيانٍ ما أوضحه، وحجةٍ ما أقطعها للمنازع (٣).

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة من كل سوء ومكروه (٤).


(١) سورة الزخرف، الآيتان: ٢٦ - ٢٧.
(٢) سورة الزخرف، الآية: ٢٨.
(٣) فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد، ص١٢٣.
(٤) وانظر: تحفة الإخوان للعلامة ابن باز، ص٢٧،وفتح المجيد، ص٩١، ومعارج القبول، ٢/ ٤١٨، و ((الشهادتان)) للعلامة ابن جبرين، ص٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>