للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقع العدل. والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة، ويوزن من أرزاقهم النازلة، وقيل: المراد بالقسط: الرزق الذي هو قسط كل مخلوق يخفضه فيقتره، ويرفعه فيوسعه، والله أعلم (١)، وهو - عز وجل - يُرفَع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده، وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده؛ فإن الملائكة الحَفَظَة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار، ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل، والله أعلم (٢)، والله تبارك وتعالى حجابه النور: أي الحجاب المانع والساتر من رؤيته النور، وسبحات وجهه: نوره وجلاله، ولو كشف وأزال الحجاب المُسمَّى نوراً، وتجلّى لخلقه لأحرقت سبحات وجهه جميع مخلوقاته؛ لأن بصره - عز وجل - محيط بجميع الكائنات (٣).

الحديث الثالث: حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:هل رأيت ربك؟ قال: ((نورٌ أنَّى أراه)وفي رواية: ((رأيتُ نوراً)) (٤)،والمعنى حجابه النور فكيف أراه (٥)،قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (( ... سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: ((معناه كان ثَمَّ نور، أو حال دون رؤيته نور، فأنّى أراه)) (٦).

وقوله - عز وجل -: {مَثَلُ نُورِهِ} قيل في تفسير ((الهاء)) أقوال على النحو الآتي:


(١) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/ ١٦.
(٢) انظر: المرجع السابق، ٣/ ١٧.
(٣) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/ ١٧.
(٤) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نور أنى أراه)) ١/ ١٦١، برقم ١٧٨.
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/ ١٥.
(٦) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، ٢/ ٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>