للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها تكرار الإيتاء مرة بعد أخرى)) (١).

وقوله تعالى: {وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}: وفي هذا أقوال:

١ - قيل: النور هنا: القرآن الكريم.

٢ - وقيل: الهدى.

قال الإمام الطبري رحمه الله: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذِكْرُهُ: وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نوراً يمشون به، والقرآن مع اتِّباع النبي - صلى الله عليه وسلم - نور لمن آمن بهما، وصدّقهما، وهدىً؛ لأن من آمن بذلك فقد اهتدى)) (٢).

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((يعني هدى يتبصّرون به من العمى والجهالة، ويغفر لكم، ففضلهم بالنور والمغفرة ... وهذه الآية (٣) كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (٤).

وقال العلامة السعدي رحمه الله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ}: أي يُعطيكم علماً، وهدىً، ونوراً تمشون به في ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات {وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، فلا يستغرب كثرة هذا الثواب على فضل ذي الفضل العظيم، الذي عمّ فضله أهل السموات والأرض، فلا


(١) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص٧٨٢.
(٢) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ٢٣/ ٢١٣.
(٣) تفسير القرآن العظيم، ٤/ ٣١٨.
(٤) سورة الأنفال، الآية: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>