للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به في القرآن " (١).

والجزاء من جنس العمل، قال الشاعر:

أقِلنِي أقالك من لم يَزَلْ ... يَقيكَ ويصرفُ عنك الردى

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخَّابًا في الأسواق، ولا يَجزيءُ بالسيئة، ولكن يعفو، ويصفح " (٢).

وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال. " لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه، واعتذر إليَّ في أذني الأخرى؛ لقبلت عذره " (٣).

العبد يذنب والمولى يقومه ... والعبد يجهل والمولى يعلِّمه

إني ندمت على ما كان من زللي ... وزلة المرء يمحوها تندمه

وروى الخلال عن الحسن قال: " أفضل أخلاق المؤمن العفو " (٤).

وقال الإمام أحمد بعد المحنة: (كل من ذكرني ففي حِل إلا مبتدعًا، وقد جعلت أبا إسحاق -يعني المعتصم- في حل، ورأيت الله يقول: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢]، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالعفو في قصة مِسْطح، قال أبو عبد الله: " وما ينفعك أن يعذِّب الله أخاك المسلم


(١) " فيض القدير " (٦/ ٧٩).
(٢) رواه الترمذي رقم (٢٠١٧)، وقال: " حسن صحيح "، وفي الشمائل رقم (٢٩٨)، والطيالسي (٢٤٢٣)، وأحمد (٦/ ١٧٤، ٢٣٦، ٢٤٦)، وصححه الألباني في " مختصر الشمائل " ص (١٨٢).
(٣) " الآداب الشرعية " لابن مفلح (١/ ٣٠٢).
(٤) " السابق " (١/ ٧١).

<<  <   >  >>