للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

فضل العلماء

* العلماء هم أئمة الأنام، وزوامل الإسلام، الذين حفظوا على الأمة معاقد الدين ومعاقله، وحَمَوْا من التغيير والتكدير موارده ومناهله، الذين قال فيهم الإمام أحمد رحمه الله: (يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يُحيون بكتاب الله تعالى الموتى، ويُبَصِّرون بنور الله أهلَ العمى، فكم من قتيلٍ لأبليسَ قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه) (١).

قال ميمون بن مهران رحمه الله: " العلماء هم ضالتي في كل بلد، وهم بغيتي إذا لم أجدهم، وجدتُ صلاح قلبي في مجالسة العلماء ".

وقد تواردت أدلة الكتاب الكريم والسنة المطهرة على الإشادة بفضلِ العلماء، والإشارة بعلو مقامهم، فمن ذلك قول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: ١١]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: " يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات " (٢).

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِن الله وملائكته، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحر، ليُصَلُّون على معلم الناس


(١) انظر " أعلام الموقعين " (١/ ٩).
(٢) رواه الدارمي في " سننه " (٣٥٣)، والطبري في " تفسيره، (١٣/ ١٨)، والبيهقي في " الشعب " (٢/ ٢٦١).

<<  <   >  >>