- وهو النصيحة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وكتابه ودينه، وتنزيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بَعَث الله به رسوله من الهدى والبينات.
والثاني: معرفةُ فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم، وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقالوا بمبلغ علمهم, والحق في خلافها: لا يوجب اطِّراحَ أقوالهم جملةً، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عن القصد، وقصدُ السبيل بينهما، فلا نُؤثِّم ولا نَعْصِم .. بل نسلُكُ مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة ...
ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للإسلام، وإنما يتنافيان عند أحد رجلين: " جاهلٍ بمقدار الأئمة وفضلهم، أو: جاهلٍ بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قَدَمٌ صالحة وآثار حسنة -وهو من الإسلام وأهله بمكان- قد تكون منه الهفوة والزلة فيما هو فيها معذور، بل مأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتَّبع فيها , ولا