للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هؤلاء يقول أبو الحسن القالي رحمه الله:

لما تبدلت المجالس أوجهًا ... غير الذي عَهِدَتْهُ من علمائها

ورأيتها محفوفة بسوى الأُلَى ... كانوا ولاة صدورها وفنائها

أنشدتُ بيتًا سائرًا متقدمًا ... والعين قد شرقت بجاري مائها

أما الخيامُ فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها

ويقول أيضًا:

تصدر للتدريس كلُّ مُهَوسٍ بليدٍ تسمَّى بالفقيه المدرسِ

فحُقَّ لأهل العلم أن يتمثلوا ... ببيت قديمٍ شاع في كل مجلس

لقد هَزُلَت حتى بدا من هُزالها ... كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ

[السبب الرابع: الاغترار بكلام العلماء بعضهم في بعض]

فيحاول بعضهم اعتبار ذلك موضع أسوة وقدوة، غافلاً عن القاعدة الجليلة التي أصَّلها العلماء في ذلك، وهي أن " كلام الأقران في بعضهم البعض يُطوى، ولا يُحكَى ".

إما لأنه ناشئ عن اجتهاد أو تأويل، وإما لأنه ناشئ عن تنافس ومعاصرة ومنافرة مذهبية، مما لا يكاد يسلم منه بشر، وما يُنقل من ذلك إما لا يصح عنهم، وإما يصح فيجب أن نغض الطرف عنه، ونحمله ما أمكن على أحسن الوجوه، وإلا فيجب طيه وكتمانه، والاشتغال بالاستغفار لهم كما رغبنا القرآن الكريم في ذلك.

وقد كان الخليفة العباسي أبو العباس السفاح إذا علم بين اثنين تعاديًا، لم

<<  <   >  >>