للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المتنزهون عن الغيبة]

كان التنزه عن الغيبة -كغيره من الفضائل- سمة سائدة عند السلف الصالح والقرون الفاضلة.

قال إياس بن معاوية بن قُرَّة رحمه الله تعالى:

" كان أفضلهم عندهم -أي عند الصحابة رضي الله عنهم- أسلمهم صدورًا، وأقلهم غيبة " (١)

وعن سهل بن عبد الله التُّسترِيِّ رحمه الله قال: " من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لا يغتابوا، ولا يغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يُخلفوا، ولا يمزحون أصلاً " (٢).

وقال بعضهم. " أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس " (٣).

وقال الإمام ابن الجوزي واصفًا شيخه عبد الوهاب الأنماطي: (كان على قانون السلف لم يُسمع في مجلسه غيبة ... ) (٤).

ثم عَزَّ هذا الخُلُق فيمن أتى بعدهم، قال الإمام وكيع بن الجراح (ت ١٩٧ هـ) رحمه الله تعالى: " من عزة السلامة من الغيبة أنه لم يسلم منها إلا القليل "،


(١) " حلية الأولياء " (٣/ ١٢٥).
(٢) " سير أعلام النبلاء " (١٣/ ٣٣٢).
(٣) " الإحياء " (٣/ ١٥٢).
(٤) " صيد الخاطر " ص (١٧٣).

<<  <   >  >>