(٢) وروى البخاري (١٣/ ٤٣ - فتح) عن قتادة: أن أنسًا حدثهم قال: (سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أحْفَوْه بالمسألة، فصعد النبى - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المنبر، فقال: " لا تسألوني عن شيء إلا بينت لكم "، فجعلتُ انظر يمينًا وشمالاً، فإذا كلّ رجلٍ، رأسه في ثوبه يبكي)، وفي رواية الطبري (٧/ ٨١): عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه - صلى الله عليه وسلم - (خرج وهو غضبان محمارٌّ وجهه حتى جلس على المنبر ... ) الحديث. (٣) قال الشاطبي رحمه الله: (وظاهر هذا المساق يقتضي أنه إنما قال: " سلوني " في معرض الغضب، تنكيلاً بهم في السؤال، حتى يروا عاقبة ذلك، ولأجل ذلك ورد في الآية قوله عز وجل: {إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} اهـ. من " الموافقات " (٤/ ٣١٦).