الأولى: موقف من يتتبعون عثرات العلماء، ويتصيدون زلاتهم، ويفرحون بها، ويستثمرونها في تأثيمهم، والتشهير بهم، والتشنيع عليهم، لإهدار قدرهم، وإسقاط منزلتهم، وإحباط محاسنهم، وجحود فضائلهم، بدافع من التعصب الأعمى، أو التحزب الجاهلي، أو التآمر لتحطيم قمم الإسلام، ورموز نهضته.
والمؤمن الصادق ينصح لوجه الله، لإحقاق الحق، وهداية الناس، لا للتجريح والتشهير والعدوان، وإذكاء نار الفتن التي تأكل الأوقات، وتستنفد الطاقات.
وقد شكا العلماء قديمًا وحديثًا من هذا الصنف المتربص الجاحد الظالم: قال داود بن يزيد: سمعت الشعبي يقول: " والله لو أصبت تسعًا وتسعين مرة، وأخطأت مرة؛ لأعَدّوا عليَّ تلك الواحدة "(١).
وفي هؤلاء قال الشاعر:
إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحًا ... مني وما يسمعوا من صالح دفنوا
آخر:
إن يسمعوا الخير يُخفوه وإن يسمعوا ... شرًّا أذاعوا، وإن لم يسمعوا أفكوا
وقال محمد بن سيرين: " ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم، وتكتم