للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالصالح مرادف للعابد، لأن عبادة العابد بدون علم لا تسمى عبادة؛ لأن ما يفسده صاحبها أكثر مما يصلحه:

إن الذي بدون علمٍ يَعْبُدُ ... لا يُحسن العملَ لكن يُفْسِدُ

فترد أعماله، ولا تقبل لخلوها عن العلم:

وكل من بغير علمٍ يعملُ ... أعمالُه مردودة لا تُقبَلُ

والحاصل أن العابد هو العالم الذي غلب عمله على علمه، ولم يشتغل بتعليم الناس، بخلاف العالم فإن الغالب عليه التعليم، والإفتاء، والتصنيف.

الثالثة: ينبغي لمن أراد التفقه في الدين في أول طلبه أن يمزجه بالتعبد، إذ إنه ليس ثَمَّ عمر طويل في الغالب حتى يترك له برهة منه، فيخشى عليه أن يموت وهو في السبب، قبل وصوله للمقصود.

* * * * * * * * * * * * *

<<  <   >  >>