للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثالث

وجوب حفظ اللسَانِ

[الكلمة مسئولية]

قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨].

وعن مجاهد قال: (ما من شيء يتكلم به العبد إلا أُحصِي عليه، حتى أنينه في مرضه) (١).

يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله مبينًا " مسئولية الكلمة " وخطرها:

(إن جارحة اللسان الناطق بالكلام المتواطإ عليه، أساس في الحياة والتعايش دينًا ودنيا، فبكلمة التوحيد يدخل المرء في ملة الإسلام، وبنقضها يخرج منها، وبين ذلك مراحل انتظمت أبواب الشريعة، فلو نظرت إلى " الكلام " وما بني عليه من أحكام لوجدت من ذلك عجبًا في: الطهارة، والصلوات، وسائر أركان الاسلام، والجهاد، والبيوع، والنكاح، والطلاق، والجنايات، والحدود، والقضاء ....

بل أُفردت أبواب في الفقهيات كلها لما تلفظ به هذه الأداة: " اللسان ":

في أبواب: القذف، والردة، والأيمان، والنذور، والشهادات، والإقرار.


(١) " الزهد " لهناد (٢/ ٥٣٥).

<<  <   >  >>