للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلاجه: بأن يعلم أن الحسد من أخلاق اللئام، يتنزه عنه الكرام، قال - صلى الله عليه وسلم -: " لا يجتمعان في قلب عبدٍ: الإِيمان والحسد " (١)، ويعلم أن الحسد سوء أدب مع الله، واعتراض على قضائه، وأنه بالغيبة لا يضر إلا نفسه، أما المحسود فهو مظلوم، ثم يستحضر ثواب الإمساك عن الشر والغيبة، ويستبدل ذلك بالدعاء له بالبركة.

٢ - المجاملة: بأن يوافق جلساءه، ويشاركهم الغيبة كيلا يستثقلوه إذا هو أنكر عليهم، فيحسب ذلك من حسن المعاشرة.

وعلاج هذا السبب بأن يستحضر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله الناس، ومن أسخط الله برضى الناس؛ وكله الله إِلى الناس " (٢).

٣ - إِرادة المغتاب أن يمدح نفسه: عن طريق تنقيص غيره، كأن يقول: " فهمه ركيك .. جاهل .. يعمل للدنيا " .. وعلاج ذلك بأن يتذكر قوله - صلى الله عليه وسلم -: " بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم " (٣).

ويعلم أنه ما دفعه إلى ذلك إلا العُجب والغرور، عن أنس رضي الله عنه: " لو لم تكونوا تذنبون، لَخِفْتُ عليكم ما هو أكبر من ذلك: العجبَ العجبَ " (٤).


(١) عجز حديث رواه النسائي (٦/ ١٢، ١٣)، وحسنه الألباني في " صحيح النسائي " رقم (٢٩١٢).
(٢) رواه ابن حبان (١/ ٥١١) رقم (٢٧٧)، وصححه الألباني في " الصحيحة " رقم (٢٣١١) (٣٩٢/ ٥).
(٣) قطعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، رواه مسلم رقم (٢٥٦٤).
(٤) أخرجه العقيلي (١٧١)، وغيره، وقال المنذري: (رواه البزار بإسناد جيد) كما في " فيض القدير " (٥/ ٣٣١)، وحسنه الألباني في " الصحيحة " رقم (٦٥٨).

<<  <   >  >>