للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرفيع مع نبي الله سليمان وصحبه حيث نزهتهم عن أن يفعلوا ذلك عمدًا، واعتذرت عنهم بأنهم إن صدر منهم أذى لكم، فإنما هو عن غير قصد منهم، لأنهم لا يشعرون بذلك، ولا يتعمدونه (١)، فكيف ينبغي أن يكون أدبنا مع صحابة نبينا - صلى الله عليه وسلم - (٢) وسائر أئمتنا؟! وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملةَ في جحرها، وحتى الحوتَ، ليصلون على مُعَلِّم الناسِ الخيرَ " (٣).

* * *


(١) انظر: " التفسير الكبير " للرازي (١٢/ ١٩٧)، و " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي (١٧٠/ ١٣).
(٢) قال القرطبي رحمه الله: (وقولها: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} إشارة إلى الدين والعدل والرأفة، ونظير قول النملة في جند سليمان: {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}؛ قولُ الله تعالى في جند محمد - صلى الله عليه وسلم -: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} ,التفاتًا إلى أنهم لا يقصدون هدر مؤمن، إلا أن المثنيَ
على جند سليمان هي النملة بإذن الله تعالى، والمُثني على جند محمد - صلى الله عليه وسلم - هو الله عز وجل بنفسه؛ لما لجنود محمد - صلى الله عليه وسلم - من الفضل على جند غيره من الأنبياء؛ كما لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فضل على جميع النبيين صلى الله عليهم وسلم أجمعين) اهـ. من " الجامع لأحكام القرآن " (١٣/ ١٧٠).
(٣) " صحيح الترمذي " رقم (٢١٥٩).

<<  <   >  >>