للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تغضب عليهم؟ يوشك أن يذهبوا ويتركوك قال: " هم حمقى إذن مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خُلُقي " (١).

وقال الشافعي: (كان يختلف إلى الأعمش رجلان، أحدهما كان الحديث من شأنه، والآخر لم يكن الحديث من شأنه، فغضب الأعمش يومًا على الذي من شأنه الحديث، فقال الآخر: " لو غضب عليَّ كما غضب عليك لم أعُدْ إليه فقال الأعمش: " إذن هو أحمق مثلك، يترك ما ينفعه لسوء خُلُقي ") (٢).

وقال الخليل بن أحمد:

اعمل بعلمي وإن قَصَّرتُ في عملي ... ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري (٣)

واستمعْ لمحمد بن هارون الدمشقي وهو ينشد:

لَمَحبرَةٌ تُجالسني نهاري ... أحبُّ إليَّ من أُنْس الصديق

ورِزْمَةُ كاغدٍ (٤) في البيت عندي ... أحبُّ إليَّ من عِدْل الدقيق

ولَطمةُ عالمٍ في الخَدِّ مِنِّي ... ألَذُّ لَدَيَّ من شرب الرحيق (٥)

* ينبغي لطالب العلم أن يتحين الوقت المناسب لزيارة شيخه، أو سؤاله، أو القراءة عليه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " وجدت عامة علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الحي من الأنصار، إن كنتُ لأقيل بباب أحدهم، ولو شئتُ أن يُؤْذَنَ لي عليه لأُذِنَ لي عليه، ولكن أبتغي بذاك طيب نفسه " (٦).


(١) " الجامع " للخطيب (١/ ٢٢٣).
(٢) " الجامع " للخطيب (١/ ٢٢٣).
(٣) " جامع بيان العلم " (١/ ٥٢٩).
(٤) الكاغد: القِرطاس.
(٥) " الجامع " للخطيب (١/ ١٠٦).
(٦) " الجامع " للخطيب (١/ ١٥٩).

<<  <   >  >>