للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عبدة بن أبي لبابة قال: " وددتُ أن أحظى من أهل هذا الزمان أن لا أسألهم عن شيء ولا يسألوني عن شيء، يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم " (١).

وقال ابن وهب: وقال لي مالك: " أدركت أهل هذه البلاد، وإنهم ليكرهون هذا الإكثار الذي في الناس اليوم "، قال ابن وهب: يريد المسائل (٢).

وقال مالك: " العلم والحكمة نور يهدي الله به من يشاء، وليس بكثرة المسائل " (٣).

(وكان إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله لا يقدم عليه في السؤال كثيرا، وكان أصحابه يهابون ذلك، قال أسد بن الفرات -وقد قدم على مالك-: " وكان ابن القاسم وغيره من أصحابه يجعلونني أسأله عن المسألة، فإذا أجاب يقولون له: " قل له: فإن كان كذا؟ "، فأقول له، فضاق عليَّ يومًا، فقال لي: " هذه سُليسلة بنت سليسلة، إن أردت هذا فعليك بالعراق "، وإنما كان مالك يكره فقه العراقيين وأحوالهم لإيغالهم في المسائل، وكثرة تفريعهم في الرأي) (٤) اهـ.

* وقد وردت آثار عن السلف فيها النهي عن السؤال عما لم يقع حتى يقع:

عن ابن عون قال: قال القاسم: " إنكم تسألون عن أشياء ما كنا نسأل عنها،


(١) " جامع بيان العلم " (٢/ ١٠٥٩).
(٢) " السابق " (٢/ ١٠٦٦).
(٣) " السابق " (١/ ٧٥٧ - ٧٥٨).
(٤) " الموافقات " (٤/ ٣١٨).

<<  <   >  >>