للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفحات التراب ..... أسلوب في القتل هو الخنق، ونمط في الإرهاب الطائش هو العصف) (١).

( .. وإذا لم نتقيد بالضوابط في الممارسات الدعوية، فإن الأذواق ستفسد، ويكثر الصخب الذي يرهق الثقة المؤهل للتقدم، فينزوي حفاظًا على عِرضه وسمعته، ولئلا يقسو قلبه عبر قيل وقال) (٢).

فأقبح به من تعويق، وتثبيط، وتزهيد حذَّرنا منه العلامة الشيخ طاهر الجزائري (ت ١٣٣٨ هـ) وهو على فراش الموت بكلماتٍ حقها أن تكتب بماء العيون لا بماء الذهب؛ إذ قال رحمه الله:

(عُدُّوا رجالكم، واغفروا لهم بعض زَلاَّتهم، وعَضُّوا عليهم بالنواجذ لتستفيد الأمة منهم، ولا تُنفروهم لئلا يزهدوا في خدمتكم) (٣).

* فإذا خلت الساحة من أهل العلم والتقى، اتخذ الناس رؤوسًا جهالاً، يفتونهم بغير علم، وإذا أفتوهم بغير علم فلا تسأل عن الحرمات التي تستباح، والدم المعصوم الذي يهراق، والعرض الذي ينتهك، والمال الذي يُهدر، ونظرة واحدة الى الواقع الأليم في بعض بلاد المسلمين وما يقع فيها من مجازر ومذابح بأيدي الأدعياء الذين استبدوا برأيهم، وتأولوا باهوائهم، وركبوا رؤوسهم، ولم يصغوا إلى نصائح العلماء؛ تنبئك عن مخاطر تغييب العلماء، وقطع الصلة بينهم وبين الشباب.

إن العلماء هم " عقول الأمة "، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء.

* * *


(١) " فضائح الفتن " ص (١٠).
(٢) " السابق " ص (١٨).
(٣) انظر: " التعالم " ص (٩١).

<<  <   >  >>