للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" أنا المتكلم لا أنت "، فرد عليه الشيخ بقوله: " أنا شايب بين جنبي سورة البقرة (١)، تسكت بأدب، أو تخرج ").

وحدثني عنه أيضًا أنه كان يقول: " لا يتكلم في أنساب الناس إلا أحد رجلين: رجل به حسد يريد أن يُنْقِصَ الناسَ عن نفسه، أو رجل قليل النسب يريد أن يُلْحِقَ الناسَ به ") (٢).

وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أثناء سرده لسياق رحلته إلى الحج: (ثم جئنا آخر النهار بعد الثالثة للقرية المسماة " آتيه "، فالتمسنا عربيًا نبيت عنده، فدعانا رجل عربي -والله ما سألت عن اسمه ولا اسم أبيه خوفًا من الغيبة- فأنزلنا في مكان يعوي منه الكلب، وأغلقه علينا من الخارج، فبتنا بليلة لا أعاد الله علينا مثلها، أشد من ليلة نابغية، ومن ليلة مهلهلية ..... ) (٣).

وقال تلميذه فضيلة الشيخ عطية سالم حفظه الله ما نصه: " ولم يكن يغتاب أحدًا، أو يسمح بغيبة أحد في مجلسه، وكثيرًا ما يقول لإخوانه (تكايسوا)؛ أي: من الكياسة والتحفُّظ من خطر الغيبة، ويقول: " إذا كان الإنسان يعلم أن كل ما يتكلم به يأتي في صحيفته؛ فلا يأتي فيها إلا الشيء الطيب ".


(١) وقد حفظ الشيخ القرآن الكريم كله على خاله عبد الله، وعمره عشر سنوات.
(٢) (ترجمة الشيخ " محمد الأمين الشنقيطي ") ص (٢٠٤ - ٢٠٥).
(٣) (ترجمة الشيخ " محمد الأمين الشنقيطي ") ص (٤٨)، والليلة النابغية هي ليلة النابغة التي قال فيها:
* وليلٍ أقاسيه بَطيِء الكواكبِ *
وليلة المهلهل هي التي قال فيها:
أليلَتَنا بذي حسمٍ أنيري ... إذا أنتِ انقضيتِ فلا تَحُوري
إلى قوله:.
وأنقَذَني بياضُ الصبح منها ... وقد أُنْقِذْتُ من شيءٍ كبير

<<  <   >  >>