يقول البروفيسور كيث إل. مور:" في عام ١٧٥٩ دحض وولف كلا الصيغتين لنظرية الخلق التام منذ بداية التكوين؛ بعد مشاهدته أجزاء من الجنين تتطور في كريات (ربما الكيس الجرثومي) "، ثم قال:" إن الجدل بشأن الخلق التام منذ بداية التكوين انتهى أخيرا في عام ١٧٧٥ م. عند ما أظهر سبالزاني أن كلا من البييضة والحوين المنوي كانا ضروريين لتطوير فرد جديد. "«١» .
[الخطأ في تقدير أعمار الأجنة:]
وبتحرر عقول العلماء في أوروبا من فكرة الخلق التام للإنسان منذ بداية خلقه، ومعرفتهم أن خلق الإنسان يمر بأطوار ومراحل مختلفة في أشكالها وصورها؛ تساءل العلماء متى يأخذ الجنين صورته الإنسانية؟ فوجدوا أنفسهم أمام معضلة كبيرة هي: معضلة تحديد عمر الجنين، فقد كان من العسير على العلماء- قبل اكتشاف بييضة المرأة، وزمن خروجها من المبيض عند المرأة- أن يحددوا عمر الجنين في بطن أمه، أو عمر الجنين الذي يسقط من بطن أمه؛ بسبب عجزهم عن تحديد زمن بداية الحمل، وكان لابد أن يقعوا في خطأ حسابي يزيد ب ٢١ يوما، أو ينقص كذلك ب ٢١ يوما؛ لأن علامة الحمل عند المرأة تعرف- عندهم يومذاك- بانقطاع حيضها، فإن بدؤا حساب الحمل من أول الطهر- وقد أمكن أن يقع في نظرهم يومذاك في آخره- فسيكون الخطأ في تقدير عمر الجنين بزيادة تساوي فترة الطهر أي: ٢١ يوما، وإن اعتبروا أن الحمل وقع في آخر الطهر- مع امكان وقوعه في نظرهم يومذاك في أول الطهر- فسيقع النقص في تقدير عمر الجنين بما يساوي ٢١ يوما أيضا.
(١) كيث إل. مور في كتابه: الجنين البشري مع الإضافات الإسلامية.