للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نفضي إليهن في الدنيا قال: (والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء) «١» .

[[٣] خدم أهل الجنة:]

أكرم الله أهل الجنة بولدان ينشئهم «٢» ليخدموهم وهم في غاية الجمال.

قال تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً

[الإنسان: ١٩] .

وقال تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) [الواقعة: ١٧- ١٨] .

قال أبو عبيده والفراء: مخالدون لا يهرمون ولا يتغيرون «٣» .

[[٤] طعام أهل الجنة وشرابهم:]

في الجنة ما تشتهيه الأنفس من الماكل والمشارب، قال تعالى: وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) [الواقعة: ٢٠- ٢١] .

وقال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) [المرسلات: ٤١- ٤٣] .


(١) أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة ٣٧٤ والبيهقي في البعث ٤٠٤ وأبو يعلى في مسنده ٢٤٣٦ وذكره الهيثمي في المجمع ١٠/ ٤١٦.
(٢) قال ابن القيم في حادي الأرواح: (إذا تأملت لفظه الولدان ولفظة يطوف عليهم واعتبرتها في قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ وضممت ذلك إلى ما في حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من مات من أهل الجنة من صغير وكبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبدا، وكذلك أهل النار» أخرجه الترمذي في صفة الجنة، علمت أن الولدان غلمان أنشأهم الرب تعالى في الجنة خدما لأهلها. وهذا من تمام كرامة الله لأهل الجنة أن يجعل أبناءهم مخدومين معهم.
(٣) حادي الأرواح لابن القيم ص ٢٨٠.

<<  <   >  >>