للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) [الطور: ٢٥- ٢٨] .

وقال تعالى: وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧)

[الحجر: ٤٧] .

[أماني أهل الجنة:]

لبعض أهل الجنة أمان لما كانوا يحبونه في الدنيا، مع أنهم فيما تشتهيه أنفسهم في الجنة، وقد حدثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن بعض هذه الأماني وكيفية تحققها، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث وعنده رجل من أهل البادية: (أنّ رجلا من أهل الجنّة استأذن ربّه في الزّرع فقال له أولست فيما شئت «١» قال بلى ولكنّي أحبّ أن أزرع فأسرع وبذر فتبادر الطّرف «٢» نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال فيقول الله تعالى دونك يا ابن آدم فإنّه لا يشبعك شيء فقال الأعرابيّ يا رسول الله لا تجد هذا إلا قرشيّا أو أنصاريّا فإنّهم أصحاب زرع فأمّا نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك رسول الله) «٣» .

ويخبرنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: عن مؤمن أخر يشتهي الولد في الجنة فقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنّة كان حمله ووضعه وسنّه في ساعة كما يشتهي) «٤» .


(١) أي فيما شئت من أنواع النعيم وألوان الطعام والشراب.
(٢) فبادر الطرف: أي سابق النظر.
(٣) أخرجه البخاري ك/ الحرث والمزارعة ب/ كراء الأرض بالذهب والفضة.
(٤) أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين من حديث أبي سعيد الخدري وقال محققو المسند إسناده حسن ١٧/ ١١٦- ١١٧، والترمذي ك/ صفة الجنة ب/ ما جاء ما لأدنى أهل الجنة.

<<  <   >  >>