للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخلوها فقال: (زيادة كبد النّون «١» قال فما غذاؤهم على إثرها؟ «٢» قال ينحر لهم ثورا الجنّة الّذي كان يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه؟ قال من عين فيها تسمّى سلسبيلا) «٣» .

[[٩] اهتداؤهم إلى منازلهم:]

ويهتدي وفد الرحمن إلى بيوتهم ومساكنهم بعد إتحاف الله لهم بزيادة كبد الحوت فلا يخطئون في الوصول إليها، بل هم أهدى إليها من مساكنهم التي كانت في الدنيا.

قال تعالى: وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ (٦) [محمد: ٦] .

قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، لا يخطئون، كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدا «٤» .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ... فو الّذي نفس محمّد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنّة أدلّ بمنزله كان في الدّنيا «٥» ) «٦» .

[أوصاف الجنة:]

ويشاهد أهل الجنة ما أعد الخالق سبحانه لهم مما لم تر أعينهم قبل ذلك،


(١) النون: الحوت.
(٢) إثرها: خلفها.
(٣) أخرجه مسلم ك/ الحيض ب/ صفة مني الرجل والمرأة.
(٤) تفسير ابن كثير.
(٥) أخرجه البخاري ك/ المظالم ب/ قصاص المظالم.
(٦) لقد تمكن الإنسان اليوم أن يضع برنامجا للطائرات لتطير بركابها آليا من قارة إلى قارة لتنزل في مدرج المطار المحدد لها، كما أن طائرات التجسس بدون طيار تطير من قواعدها وتعمل في الأهداف المحددة وتعود إلى أماكنها المرسومة لها فكيف يعجب الناس من قدرة الخالق العظيم الذي يلهم كل شخص للاهتداء إلى منزله في الجنة.

<<  <   >  >>