كما أيد الله سبحانه رسوله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن الذي هو أعظم بيناته، فقد أيده بمعجزات خارقة للعادة أجراها على يده وشاهدها المعاصرون له من أصحابه وأعدائه، فكانت دليلا للجميع على صدقه صلى الله عليه وآله وسلم فيما بلّغ عن ربه، وعلى تأييد الله سبحانه له، كما أن هذه الحوادث الخارقة التي وقعت لا تزال دليلا بينا لكل عاقل في أيّ زمان ومكان على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لأنّها قد نقلت إلينا نقلا صحيحا أمينا، ووثقت توثيقا بالغا لا يوجد مثله في تاريخ الأمم قديمها وحديثها فكأن السامع لها يراها بين يديه آية بينة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وآله وسلم لدقة توثيقها فيطمئن بها قلبه وعقله.
[دقة توثيق أخبار المعجزات (خوارق العادات) :]
إن دلائل النبوة الخارقة للعادة قد سجلت في القرآن الكريم، وفي كتب السّنّة النبوية المطهرة، بأدق طرق التوثيق والنقل، فلننظر كيفية توثيقها في كليهما:
[أولا: توثيق المعجزات في القرآن الكريم:]
كانت معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم (الخارقة للعادة) تحصل، فيراها العشرات والمئات وربما الالآف من أتباعه المؤمنين به صلى الله عليه وسلم، ومن أعدائه المعاندين له، ثم ينزل القرآن العظيم ذاكرا لهذه الخوارق والحوادث مستخلصا العبر منها؛ لأنه كان ينزل منجما حسب الأحداث.
وبعد نزول القرآن بذكر هذه الخوارق والحوادث صدقها المؤمنون وازدادوا إيمانا وثباتا على دينهم، ولم يتطرق إليهم أدنى شك في وقوع هذه الخوارق التي شاهدوها.