للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٥] وضوء ثلاثمائة من ماء نابع من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم:]

عن أنس رضي الله عنه قال أتي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بإناء وهو بالزّوراء «١» فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضّأ القوم قال قتادة قلت لأنس كم كنتم، قال: ثلاث مائة أو زهاء ثلاث مائة «٢» .

قال الحافظ بن حجر في هاتين القصتين اللتين رواهما أنس رضي الله عنه:

وظهر لي من مجموع الروايات أنهما قصتان في موطنين، للتغاير في عدد من حضر، وهي مغايرة واضحة يبعد الجمع فيها، وكذلك تعيين المكان الذي وقع ذلك فيه «٣» .

قال عياض: هذه القصة رواها الثقات من العدد الكثير عن الجم الغفير عن الكافة متصلة بالصحابة، وكان ذلك في مواطن اجتماع الكثير منهم في المحافل ومجمع العساكر، ولم يرد عن أحد منهم إنكار على راوي ذلك، فهذا النوع ملحق بالقطعي من معجزاته.

وقال القرطبي: قضية نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم تكررت منه في عدة مواطن في مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد من التواتر المعنوي «٤» ... قال: ولم يسمع بمثل هذه المعجزة


(١) موضع بالمدينة.
(٢) أخرجه البخاري ك/ المناقب ب/ علامات النبوة في الإسلام ومسلم ك/ الفضائل ب/ في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وابن حبان في صحيحه ١٤/ ٤٨٤ وأحمد في مسنده ٣/ ٢٨٩ والفريابي في دلائل النبوة ص ٥٦ والأصبهاني في دلائل النبوة أيضا ١/ ١٢٧ وكذلك البيهقي في دلائل النبوة ٤/ ١٢٤- ١٢٥.
(٣) فتح الباري (٧/ ٢٨٣، ط. دار الفكر، ١٤١٤ هـ- ١٩٩٣ م.
(٤) التواتر المعنوي: هو أن يروي الجمع الذي يستحيل تواطؤه على الكذب حادثة معينة لا بلفظ واحد ولكن بمعنى واحد وألفاظ مختلفة.

<<  <   >  >>