للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيت بالأوتاد.

[٣] وقال القرطبي: وَالْجِبالَ أَوْتاداً أي لتسكن ولا تتكفأ بأهلها «١» .

[٤] وقال أبو حيان: وَالْجِبالَ أَوْتاداً أي ثبّتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد «٢» .

[٥] وقال الشوكاني «٣» : وَالْجِبالَ أَوْتاداً الأوتاد جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتادا للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرسى البيت بالأوتاد «٤» .

[أول الجبال خلقا: البركانية:]

عند ما خلق الله القارات بدأت في شكل قشرة صلبة رقيقة تطفو على مادة الصهير الصخري، فأخذت تميد وتضطرب، فخلق الله الجبال البركانية التي كانت تخرج من تحت تلك القشرة، فترمي بالصخور خارج سطح الأرض، ثم تعود منجذبة إلى الأرض وتتراكم بعضها فوق بعض مكونة الجبال، وتضغط بأثقالها المتراكمة على الطبقة اللزجة فتغرس فيها جذرا من مادة الجبل، الذي يكون سببا لثبات القشرة الأرضية واتزانها.

وفي قوله تعالى: وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ [لقمان: ١٠] إشارة إلى الطريقة التي تكونت بها الجبال البركانية بإلقاء مادتها من باطن الأرض إلى الأعلى ثم عودتها لتستقر على سطح الأرض.

ويجلي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الكيفية، فقد روى أنس بن مالك «٥»


(١) الجامع لاحكام القرآن.
(٢) البحر المحيط.
(٣) محمد بن علي الشوكاني اليماني أحد العلماء المشهورين. له مؤلفات منها التفسير والدراري المضيئة والسيل الجرار وغيرها توفي عام ١٢٥٠ هـ- بصنعاء.
(٤) الشوكاني، فتح القدير.
(٥) أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري أبو ثمامة أو أبو حمزة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه روى عنه كثيرا من الأحاديث رحل إلى دمشق ومنها إلى البصرة وبها توفي سنة ٩٣ هـ.

<<  <   >  >>