أكرم ما في الإنسان وجهه، ولذلك نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه، ومن إهانة الله لأهل النار أنهم يسحبون في النار ويكبون على وجوههم، قال تعالى: يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨)[القمر: ٤٨] .
وقال تعالى: وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٩٠)[النمل: ٩٠] ، وتلفح النار وجوههم فتشويها، قال تعالى:
وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤)[المؤمنون: ١٠٣- ١٠٤] ، وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وَهُمْ فِيها كالِحُونَ تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته) «١» .
وانظر إلى هذا المنظر الذي تقشعر لهوله الأبدان يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (٦٦)[الأحزاب: ٦٦] .
أرأيت كيف يقلب اللحم على النار والسمك في المقلى؟!، كذلك تقلب وجوههم في النار نعوذ بالله من عذاب أهل النار.
[[٦] السحب في النار:]
ومن أنواع العذاب الأليم سحب الكفار على وجوههم، ويزيد من آلامهم
(١) أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين من حديث أبي سعيد الخدري، والترمذي ك/ تفسير القرآن ب/ ومن سورة المؤمنون، وقال محققو المسند إسناده ضعيف لضعف أبي السمح- وهو دراج بن سمعان في روايته- عن أبي الهيثم وبقية رجاله ثقات ١٨/ ٣٥٠، وقد وثق أبا السمح يحيى بن معين وابن حبان وابن شاهين وقال عثمان الدارمي صدوق.