للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[٢] تكثير الطعام في غزوة تبوك:]

ومن خوارق تكثير الطعام القليل ليكفي الآلاف من أتباعه صلى الله عليه وسلم ما حدث في غزوة تبوك، حيث أصاب المسلمين فيها مجاعة، فقال الصحابة: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا «١» فأكلنا وادّهنّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افعلوا.

قال فجاء عمر فقال: يا رسول الله، إن فعلت قلّ الظّهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثمّ ادع الله لهم عليها بالبركة لعلّ الله أن يجعل في ذلك «٢» فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم، قال: فدعا بنطع فبسطه ثمّ دعا بفضل أزوادهم قال فجعل الرّجل يجيء بكفّ ذرة قال: ويجيء الآخر بكفّ تمر قال ويجيء الآخر بكسرة حتّى اجتمع على النّطع من ذلك شيء يسير قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه بالبركة ثمّ قال خذوا في أوعيتكم قال فأخذوا في أوعيتهم حتّى ما تركوا في العسكر وعاء إلّا ملئوه قال فأكلوا حتّى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاكّ فيحجب عن الجنّة «٣» .

وقد روى سلمة بن الأكوع مثل هذه القصة فعن إياس بن سلمة عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة فأصابنا جهد حتّى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا «٤» فأمر نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم فجمعنا مزاودنا فبسطنا له نطعا فاجتمع زاد القوم على النّطع قال فتطاولت لأحزره كم


(١) نواضحنا: الناضح هو الدابة التي يستقي عليها والمقصود هنا الإبل.
(٢) قال النووي: فيه محذوف تقديره يجعل في ذلك بركة أو خيرا أو نحو ذلك، شرح صحيح مسلم ١/ ١٧٢.
(٣) أخرجه مسلم ك/ الإيمان ب/ الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، وابن حبان في صحيحه ١٤/ ٤٦٥ وأحمد في المسند ٣/ ١١ وأبو يعلى في مسنده ٢/ ٤١٢ وابن منده في الإيمان ١/ ١٧٨ والفريابي في دلائل النبوة ص ٣٣.
(٤) ظهرنا: أي بعض إبلنا التي نركب على ظهورها.

<<  <   >  >>