للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٥] تكثير السمن لأم مالك:]

عن جابر أنّ أمّ مالك كانت تهدي للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في عكّة «١» لها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الّذي كانت تهدي فيه للنّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فتجد فيه سمنا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتّى عصرته فأتت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال عصرتيها قالت نعم قال لو تركتيها ما زال قائما «٢» .


فأتيتها فشربتها فلمّا أن وغلت في بطني وعلمت أنّه ليس إليها سبيل قال ندّمني الشّيطان فقال ويحك ما صنعت أشربت شراب محمّد فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك!! وعليّ شملة إذا وضعتها على قدميّ خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النّوم وأمّا صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فسلّم كما كان يسلّم ثمّ أتى المسجد فصلّى ثمّ أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السّماء فقلت الآن يدعو عليّ فأهلك فقال اللهمّ أطعم من أطعمني واسق من أسقاني قال فعمدت إلى الشّملة فشددتها عليّ وأخذت الشّفرة فانطلقت إلى الأعنز أيّها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هي حافلة وإذا هنّ حفّل كلّهنّ فعمدت إلى إناء لآل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتّى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال أشربتم شرابكم اللّيلة قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثمّ ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثمّ ناولني فلمّا عرفت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد روي وأصبت دعوته ضحكت حتّى ألقيت إلى الأرض قال فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إحدى سوآتك يا مقداد فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ما هذه إلّا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها قال فقلت والّذي بعثك بالحقّ ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من النّاس.
(١) العكة: إناء صغير للسمن.
(٢) أخرجه مسلم ك/ الفضائل ب/ في معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأحمد في مسنده ٣/ ٣٤٠.

<<  <   >  >>